لتجنب غضب ترامب.. ميليشيات عراقية موالية لإيران تبدي استعدادها لنزع سلاحها
لتجنب غضب ترامب.. ميليشيات عراقية موالية لإيران تبدي استعدادها لنزع سلاحها
كشفت مصادر عراقية رفيعة، اليوم الاثنين، أن عدة فصائل مسلحة مدعومة من إيران داخل العراق تستعد لنزع سلاحها للمرة الأولى، في محاولة لتجنب تصعيد محتمل مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي حذرت بغداد مرارًا من مغبة الإبقاء على هذه الجماعات المسلحة.
وقال عشرة قادة ومسؤولين عراقيين كبار إن إدارة ترامب أوصلت رسائل واضحة إلى الحكومة العراقية، محذّرة من أن استمرار نشاط هذه الفصائل قد يؤدي إلى استهدافها مباشرة بضربات جوية أمريكية وفقاً لوكالة رويترز.
حوار متقدم بين الحكومة والفصائل
أشار عزت الشابندر، السياسي الشيعي المقرب من الائتلاف الحاكم، إلى أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يجري مباحثات "متقدمة للغاية" مع عدد من زعماء الفصائل المسلحة، وأكد أن هذه الجماعات أبدت استعدادًا للاستجابة للمطالب الأمريكية، قائلًا: "الفصائل لا تتصرف بعناد أو تصر على البقاء بشكلها الحالي، بل تدرك تمامًا أنها قد تكون هدفًا مشروعًا في أي لحظة".
قلق داخلي وخيارات مفتوحة
القادة الستة الذين تحدثوا من بغداد ومن محافظة جنوبية، وينتمون إلى فصائل كتائب حزب الله، النجباء، كتائب سيد الشهداء، وأنصار الله الأوفياء، عبّروا عن قلقهم من احتمال اندلاع مواجهة شاملة مع القوات الأمريكية والإسرائيلية إذا استمرت الأوضاع دون تهدئة.
وقال أحد قادة كتائب حزب الله، إن "ترامب مستعد لنقل الحرب معنا إلى مستويات أسوأ، ونحن نعلم ذلك، ونريد تجنب مثل هذا السيناريو السيئ".
الضوء الأخضر الإيراني لاحتواء الأزمة
كشفت المصادر أيضًا أن الحرس الثوري الإيراني، الداعم الرئيس لهذه الفصائل، منحها حرية اتخاذ القرار بشأن الخطوات التي تراها مناسبة لتفادي الانجرار إلى صراع مفتوح مع الولايات المتحدة، واعتُبر هذا الموقف الإيراني دعمًا ضمنيًا لمسار التهدئة وتفادي التصعيد، في ظل توتر إقليمي متصاعد.
وتنتمي هذه الميليشيات إلى المقاومة الإسلامية في العراق، وهي مظلة تضم نحو 10 فصائل شيعية مسلحة متشددة، تقود مجتمعة نحو 50 ألف مقاتل وترسانة أسلحة تشمل صواريخ بعيدة المدى وأسلحة مضادة للطائرات.
ويسعى العراق إلى موازنة تحالفاته مع كل من الولايات المتحدة وإيران في تعامله مع الميليشيات الموجودة على أرضه. وقد ظهرت هذه الجماعات في جميع أنحاء البلاد بدعم مالي وعسكري إيراني في أعقاب الغزو الأمريكي عام 2003 الذي أطاح بصدام حسين في حالة من الفوضى، وأصبحت قوات هائلة يمكن أن تنافس الجيش الوطني في قوة النيران.